روائع مختارة | واحة الأسرة | نساء مؤمنات | هل يجوز شرعا زواج المتأخرين ذهنيا؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > نساء مؤمنات > هل يجوز شرعا زواج المتأخرين ذهنيا؟


  هل يجوز شرعا زواج المتأخرين ذهنيا؟
     عدد مرات المشاهدة: 2566        عدد مرات الإرسال: 0

فئة المتأخرين ذهنيا من الفئات المهمة والمهمشة في نفس الوقت في مجتمعاتنا‏،‏ وهم يحتاجون أولا وأخيرا إلي تلبية إحتياجاتهم الغريزية والطبيعية دون أن نهملهم أو ننظر إليهم علي أنهم غير قادرين ومعاقين‏.‏

وهنا يبرز السؤال:

* هل من حق المعاق ذهنيا ان يتزوج اذا كانت اسرته تستطيع الإنفاق عليه هو وزوجته واولاده أو كان لديه ميراث؟ وهل هناك إثم علي المجتمع أو اسرته اذا منعته من الزواج؟

ـ للإجابة علي ما سبق يقول فضيلة الدكتور محمود عاشور أستاذ الشريعة الإسلامية ووكيل جامعة الأزهر سابقا:

السؤال: يجوز تزويج المعاق ذهنيا مهما كانت إعاقته ولو وصلت إلي حالة الجنون أو فقدان العقل، وذلك لدفع ضرر الشهوة عنه أو عنها، وصيانته عن الفجور، وتحصيل الرعاية والخدمة، وغير ذلك من الأغراض المباحة، لكن إذا كان المعاق مجنونا، فليس له أن يعقد النكاح بنفسه، بل يزوجه وليه، وأما المرأة فلا تزوج نفسها ولو كانت عاقلة، بل يزوجها وليها، وأما المعاق الذي يعقل، أو يفيق أحيانا، فإنه لا يجبره أحد علي الزواج، بل يزوج نفسه، ويشترط لهذا النكاح إضافة لشروط النكاح المعروفة أمران:

= الأول: إخبار الطرف الآخر بالإعاقة، لأنها عيب فلا يجوز كتمانه.

= الثاني: أن يكون المعاق مأمونا لا يعرف بالعدوانية والإفساد، لدفع الضرر عن الطرف الآخر.

أما المتخلف عقليا وصاحب الإعاقة التي تزيل العقل، فالمصاب بها حكمه حكم المجنون، والمجنون يجوز له الزواج، لكن يشترط في زواجه مع شروط الزواج المعلومة شروط أخري هي:

أ- إطلاع الطرف الآخر علي حاله ومعرفته بوضعه تماما، فإن عدم إطلاعه غش له وخيانة محرمة.

ب- ألا يكون الطرف الآخر مجنونا ولا زائل العقل، بل يتزوج المتخلف عقليا امرأة سليمة العقل، وتتزوج المتخلفة عقليا برجل سليم العقل، وسبب ذلك أن إجتماع زائلي العقل لا يحقق أي مصلحة، وهو مع ذلك سبب لضرر بينهما كما هو ظاهر.

ج- أن يكون سقيم العقل منهما مأمونا، أما الذي يتصف بالعدوانية بالضرب أو الإفساد فلا يجوز له الزواج، لأن زواجه سبب لحصول الضرر، والضرر مرفوع في الشريعة الإسلامية. د- وآخر الشروط أن يرضي أولياء المرأة بهذا الزواج، لأن فيه ضررا قد يلحقهم.

هذه شروط زواج المعاق المتخلف حسبما إستقرأه الفقهاء من نصوص الشرع وقواعده، وهي  -كما هو ظاهر- محققة للمصلحة، مانعة للمفسدة، يتضح بها تحقق الشرعية لمصالح العباد واحتياجاتهم.

وأخيرا نقول: إن رعاية المعاق فرض كفاية علي المجتمع لمساعدته ليعود عضوا فعالا في المجتمع، وليتخلص من الآثار النفسية التي قد تنشأ عنده.

الكاتب: نورا عبد الحليم.

المصدر: جريدة الأهرام اليومي.